آخبار عاجل

الحوافزالمادية .. كيف تسيء إلى تربية  الأبناء؟ .. لـ « سلوى المؤيد »

07 - 02 - 2019 12:00 1730

 

الحلقة الـ 25 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  الحوافزالمادية .. كيف تسيء إلى تربية  الأبناء؟.

  .........................................................................                                    

 

لا تمنحي طفلك حافزاًمادياً لكي يطور من سلوكه .. هذا ما ينصح به علماء التربية فهذا أسلوب سلبي يضر الطفل  ..وما سأذكره من مثال يؤكد هذه النظرية  التي ترسخ العادات  السيئة  في نفوس الأبناء بدل أن  تساعدهم على تحسين سلوكهم .

شعرت أم وليد البالغ من العمر عشر سنوات بالإحباط ..  فإبنها لا يطيعها فيما تريد منه القيام به ..اقترحت عليها جارتها قائلة :

" الأطفال  في سن وليد يحبون المال..لماذا لا تحاولي أن تدفعي له مبلغ قليل من المال مقابل ما يقوم به لك ."

قالت أم وليد لنفسها " قد تكون جارتي على حق لإن وليد يطلب منها  مالاً دائماً ."

لذلك قررت أن تحاول معه هذه الطريقة .

غادر وليد غرفة المعيشة  بعد أن نشر الفوض بها.. فطلبت   أمه  منه أن يقوم  بترتيبها..تجاهل وليد طلبها   ..مدعياً أنه مستعجل لإنه وعد  جاره  أنه سيكون معه بعد دقائق .. لكنه  أكد لها أنه سيقوم بتنظيفها بعد عودته .

هنا..حاولت والدته معه الطريقة التي نصحتها بها جارتها..وهي أن تدفع له مبلغ صغير من المال مقابل أن يقوم بتنظيف غرفته مباشرة  قائلة :

"  سأدفع لك ..٣ فلساً إذا قمت بترتيبها الآن قبل أن تذهب "

طمع وليد في مال أكثر فقال:"  هل تعطيني  ..٥ فلساً إذا نظفت الغرفة الآن ؟"

ووافقت الأم وأعطته ..٥ فلساً بعد أن قام بتنظيف الغرفة

فكر وليد قائلاً لنفسه "هذه فكرة جيده وسأحصل في مقابلها على مال أكثر "

وهكذا استمرت أم وليد تدفع له كلما طلبت منه مساعدتها في أعمال البيت أو ترتيب غرفته فبل خروجه للعب ..وكانت هي سعيدة لإنها جعلته يقوم بالمزيد من أعمال البيت  عن السابق .. لكنها اكتشفت أنها دفعت له  في نهاية الأسبوع الأول حوالي   ١٠ دنانير

وبلغ ما دفعته لإبنها في نهاية الأسبوع الثاني ١٢ دينار وفي نهاية الأسبوع الثالث وصل المبلغ إلى ١٥ دينار ..وقالت أم وليد لنفسها :

" الجارة محقة ..وليد كغيره من الأطفال يحب المال "

 لكنها سألت نفسها هذا السؤال

  ماذا تعلم إبنها من هذ ه الطريقة في إلزامه بإداء بعض الواجبات التي يجب أن يقوم بها كأحد أفراد الأسرة .. لاشيء .. لإنها يعد شهر من استخدامها لهذا الأسلوب في معاملة إبنها وجدت أنها دفعت له أكثر من خمسون دينار ليقوم بإعمال من المفروض أن يقوم بها مجاناً .

  و كانت  هي تقوم  بها لإمها دون مقابل مادي.                            

  في ذلك المساء قررت أم وليد أن تتوقف عن إعطائه حافزاً  مادياً لكي يقوم بواجباته في البيت ..فطلبت منه أن يلتقط ألعابه التي رماها فوق الحشيش في الحديقة ويعيدها إلى داخل البيت قبل أن يحل الظلام .

وفوجئت به يسألها " وكم ستدفعي لي ؟"

                                          (٢)

 

أجابته بحدة" ليس من  المفروض أن أدفع لك أي  شيء فهذا واجبك ..أنت من لعب بهذه الألعاب وعليك الآن إعادتها إلى مكانها في داخل البيت "                    

رفض وليد ذلك قائلاً " إذا لم تدفعي لن أقوم بإعادتها .

أدركت أم وليد أنها بتساهلها مع إبنها وعدم وضع الحدود الحازمة التي عليه اتباعها .. كانت ترسل رسائل غير واضحة  له..بل خاطئة ..فهي عندما تدفع له المال مقابل تعاونه معها  كأنها تقول له " لاتتعاون معي حتى أمنحك بعض المال لإنه حقك "وهذا الأسلوب يسمح للطفل بالإختيار بين  القيام بالعمل المطلوب منه  أو لا يقوم ..لاأن يعتبرهذا العمل واجب عليه القيام به مادام هو واحد من أفراد الأسرة ..دون أن يحصل على مقابل مادي   .

هناك طريقة تربوية سلبية يتبعها الكثير من الاباء ..وهي لا تعلم الأطفال القيام بواجباتهم في أوقاتها المحددة ..وهي (التناقض بين ما يطلبه الأب عن الأم ).

 من الطبيعي أن يشعر الطفل بالحيرة أمام هذا التناقض  فيما يطلبه والديه ..ولا يدري أي منهما عليه الإلتزام بتنفيذه ..وهو ينحاز عادة إلى من يكون رؤوفاً به ويدلله .

لنفترض أن محمد أراد الخروج  مع صديقه وأمه أصرت على أن يعود  عند السادسة مساء ليذاكر دروسه المتبقية ..ويريد هو أن ظل حتى السابعة مساء ثم يعود لإكمال واجباته ..وقبل والده بما طلب قائلاً

 " دعيه يلعب مع صديقه..فساعة واحدة لن تؤثر في دراسته "

 ألن يقع محمد في حيرة أيهما يلتزم بكلامه ..؟ طبعاً سيحتار  ؟  لإن أمه  أرسلت له رسالة   تقول له أن عليه العودة الساعة السادسة مساء ..ووالده يقول له   أنه يستطيع أن يتأخر إلى السابعة مساء ..وبالطبع  استجاب  محمد لرسالة والده لإنها تنا سبه أكثر..وفي كل مرة سيحاول محمد استغلال هذه الثغرة في عدم اتفاق والديه على قواعد تربيته ليحصل على ما يريد من الأضعف منهما .. ..وسينتج عن ذلك العديد من المشاجرات بين الأم  والأب لن تكون في صالح تربية إبنهما ولن يتعلم بهذه الطريقة  كيف يتحمل مسؤلية عودته في الوقت المناسب لتأدية واجباته .

هناك أسلوب آخر  سلبي يتلخص في أن  تمنع الأم  إبنها من عدم تناول أي طعام قبل وجبة الغداء ..فيذهب الطفل متسللاً ليأكل من الزجاجة التي ملئتها أمه بالحلويات ووضعتها في متناول يده ..فتقول له أمه معاتبة

 " ألم أقل لك أن تبتعد عن الحلو يات قبل الطعام ؟"

لكنها لا تكمل كلامها بفعل محدد أن ترفع الزجاجة إلى مكان لا يستطيع الطفل الحصول عليه 

أي أنها  لاتتبع كلامها بفعل يدعم قولها . 

  http://Www.salwaalmoayyed.com.bh                                                                                                                             



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved